رئيس المجلس السيادي يتحصل على تعهدات من نظيره الروسي بدفع العلاقات السودانية الروسية للأمام وبوتن يؤكد دعمه للفترة الانتقالية ويدعو المستثمرين الروس للتوجه إلى السودان “مع روسيا”

يزور رئيس مجلس السيادة الفريق عبدالفتاح البرهان بصحبة وفد رفيع المستوى جمهورية روسيا للمشاركة في القمة الافريقية الروسية وينظر الى القمة بانها فرصة لكسب أراضي جديدة لروسيا في أفريقيا، والسودان له أهمية قصوى لدى روسيا، وتجمع بين البلدين علاقات قديمة ينتظر أن تتطور أكثر عقب تشكيل الحكومة الانتقالية، وروسيا شأنها شأن كثير من دول العالم تريد فتح صفحة جديدة مع السودان وطي صفحة الرئيس السابق البشير بغرض تجديد وتوطيد العلاقات بين البلدين
وعلى هامش القمة التقى البرهان بالرئيس الروسي فلاديمير بوتن الذي أكد أن موسكو ستقدم الدعم الضروري للسودان لتطبيع الأوضاع في البلاد، وأن المستثمرين الروس يهتمون بزيادة حضورهم للسودان وقال بوتين خلال لقاء مع رئيس المجلس السيادي السوداني، عبد الفتاح البرهان، على هامش قمة روسيا أفريقيا في سوتشي، نعتزم مواصلة تقديم كل المساعدة والدعم اللازم لتطبيع الوضع وتابع سنواصل نهجنا الرامي إلى أن تتسم مواقف المجتمع الدولي، وقبل كل شيء الدول الغربية، إزاء القضية السودانية، بطابع موضوعي وغير متحيز، وأن تقوم على أساس احترام سيادة واستقلال ووحدة أراضي البلاد وأشار بوتين إلى أن المستثمرين الروس “يهتمون بزيادة حضورهم في السودان ومستعدون لتقديم خبراتهم وقدراتهم التقنية وأضاف الرئيس الروسي نرى آفاقا لتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادي والمهمة الرئيسة تتمثل في تنويع تدفق البضائع، الأمر الذي من شأنه أن يضمن نموا ثابتا ومستقرا للتجارة، والأهمية المتزايدة التي يكتسيها الاصطفاف الروسي إلى جانب الخرطوم بحسب مراقبين يأتي انطلاقاً من مصالح موسكو الاقتصادية وتطلعاتها الجيوسياسية في أفريقيا جنوب الصحراء. وعلى ضوء الأهمية المتنامية للشراكة بين موسكو والخرطوم”
وتعتبر العلاقات السودانية الروسية قديمة، فخلال السنوات الماضية عقدت البلدان عدة اتفاقيات خاصة الأمنية، بجانب الاقتصادية، وفي مطلع الشهر الجاري قال السفير الروسي فلاديمير جيلتوف إنهم سيعملون على جلب كبرى الشركات الروسية للسودان للاستثمار في مجالي المعادن والنفط مشيراً إلى وجود شركتين روسيتين تعملان في السودان منذ خمس سنوات هما شركة كوش التي تعمل في مجال تعدين الذهب بالبحر الأحمر وشركة مير قولد وتعمل في مجال البترول في مربع (25) كما تعمل في التعدين عن الذهب في منطقة العبيدية، مؤكداً رغبة بلاده في التوسع في الاستثمار في قطاع النفط بجانب اهتمامها الكبير بالتعدين وأضاف: “علاقاتنا مع السودان مرت بالكثير من المراحل صعوداً وهبوطاً إلا أننا سنعمل على ربط المصالح المشتركة على المستوى الاقتصادي والسياسي والعسكري”، مشيراً إلى حرص موسكو التام على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول أو فرض أجندة على الأصدقاء -على حسب قوله، مؤكداً تفهم روسيا للصعوبات والتغيرات التي يمر بها السودان، ويعد ملف التعدين من أهم الملفات بين البلدين، بعد أن وقعت وزارة المعادن السودانية مع شركة (سيبيريا) الروسية في يوليو عام 2015 صفقة استثمارية ضخمة، حازت بموجبها الشركة على امتياز لتعدين الذهب في الولاية الشمالية، وأعلنت الوزارة أن الشركة اكتشفت احتياطات كبيرة من الذهب الخام بين ولايتي البحر الأحمر ونهر النيل تبلغ 46 ألف طن، وتُقدر قيمتها السوقية بمئات المليارات من الدولارات، إلا أنه دار لغط كثيف حول تلك الشركة والتي اتهمت بأنها شركة وهمية بل سعت إلى نهب ثروات البلاد للعلاقات المشبوهة التي دارت حولها
وتكتسب العقود البارزة التي وقّعتها روسيا مع الحكومة السودانية وخططها لبناء قاعدة على البحر الأحمر أهمية خاصة فقد وافقت الحكومة الانتقالية على الإبقاء على العقود الروسية الضخمة في قطاعات الدفاع والتعدين والطاقة في السودان، علماً بأن هذه العقود توسّعت إلى حد كبير في الأعوام الأخيرة ووفقاً لمعهد ستوكهولم الدولي للأبحاث عن السلام، يأتي السودان في المرتبة الثانية في قائمة الدول الأفريقية التي تشتري الأسلحة الروسية، بعد الجزائر، كما أن روسيا دخلت في مجال تأسيس البنى التحتية السودانية التي تساهم في نقل النفط من جنوب السودان إلى الأسواق العالمية، وسبق أن أعربت روسيا عن اهتمامها ببناء معمل لتكرير النفط في السودان بغية زيادة أرباحها من صفقات التنقيب عن النفط في جنوب البلاد، وإلى جانب هذه العقود، وتتطلع روسيا إلى بناء قاعدة في الساحل السوداني المطل على البحر الأحمر لزيادة تأثيرها في القرن الأفريقي وتوسيع حضورها في مضيق باب المندب بسبب المخاوف من تدخلات أميركية مناوئة في الشؤون الداخلية السودانية

Related posts

Leave a Comment