أبرز ماجاء خلال الجلسة الافتتاحية لمباحثات السلام السودانية في جوبا

تعهد الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة في السودان باستكمال عملية السلام في بلاده مع الالتزام التام بميثاق الفترة الانتقالية والإيفاء بتوقيتاته للوصول للحكم الديمقراطي الحر الذي يلبي طموحات الشعب وينقل البلاد إلى مرحلة تغيير حقيقي تنعم خلالها باستدامة الأمن والسلام واقعيا، جاء ذلك خلال مخاطبته، امس، للجلسة الافتتاحية لمباحثات السلام بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة التي تستضيفها دولة جنوب السودان بمدينة جوبا وقال البرهان إن التفاوض هذه المرة يتم في أجواء إيجابية، لأن الحركات المسلحة شريك أصيل في الثورة السودانية والحلول المتوقعة للأزمة التي تعاني منها البلاد ويرجى منها مساهمات فاعلة لإحداث التغيير الذي لن يتم إلا عبر بوابة السلام التي تعتبر المدخل الآمن للاستقرار الفعلي ولفت البرهان إلى أن الكل يتطلع لوضع أث لحل المشاكل ترضي الجميع، مثمنا الدور الذي لعبته الحركات المسلحة من أجل إرساء السلام وما قامت به من تضحيات وكفاح لإزالة نظام الحكم السابق  مشدداً على الحرص التام لأن تكون جولة المفاوضات الحالية نهائية وحاسمة تضع حدا لمعاناة أهل السودان وتعالج ملفات أكثر من خمسة ملايين نازح ولاجئ تضرروا من الحروب والنزاعات وتوفر لهم سبل العودة الطوعية الآمنة في إطار شعار الثورة بإرساء الحرية والسلام والعدالة لوطن شامل للكل وثمن رئيس مجلس السيادة في السودان مجهود السيد آبي أحمد رئيس الوزراء الإثيوبي في تعزيز السلام والاستقرار السوداني. وقال إنه لعب دورا مقدرا في دفع بلاده للسير في الطريق الصحيح للاستقرار والتنمية الحقيقية

من جانبه دعا الرئيس الأوغندي يوري موسفيني لمناقشة جذور المشاكل التي تسبب الحروب والصراعات ووضع الحلول الجذرية لها التي تخدم قضايا المنطقة لإحلال السلام الدائم  مشددا على عدم إطالة أمد الصراعات، وداعيا في الوقت نفسه لاستثمار الوقت لتجاوز الخلافات والنظر بعين الاعتبار لمصالح الشعوب وتخفيف معاناتها من الحروب والاستجابة لمطالبها بتحقيق السلام الحقيقي

وتطرق السيد آبي أحمد رئيس الوزراء الإثيوبي، لأهمية العمل الجماعي المشترك، وقال إن جائزة نوبل للسلام التي نالها تشجع على ذلك وتدفع نحو المزيد من التقارب والتعاضد الإفريقي لتجاوز الحروب والنزاعات إلى السلام والتنمية والتطور والنهضة التنموية، وقال إن السودان يعتبر مفتاح الاستقرار للقارة الإفريقية، متوقعا أن تشهد الفترة المقبلة تقدما في ملفات السلام الإقليمي مستفيدا من الإنجازات التي تتحقق حاليا على أرض الواقع لنقل المنطقة لتطورات إيجابية جديدة

وفي ذات السياق أكد رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت في كلمته حرصه على رعاية وإنجاح مفاوضات السلام السودانية التي تخدم مصالح شتى في مقدمتها تقوية السلام في بلاده والمنطقة وأفريقيا وأكد قادة وممثلو الحركات المسلحة المشاركون في المفاوضات خلال كلماتهم حرصهم على إرساء مبادئ السلام في ظل المتغيرات الإيجابية التي تمر بها البلاد، مشددين على أن السلام لابد أن يكون شاملا وجامعا وأن يراعي المطالب ويلبي أشواق أهل المناطق المتضررة بسلام وأمن وتنمية ومشاركة فاعلة في كافة المجالات للبناء والإعمار

وتحدث خلال الجلسة أيضا، رئيس الجبهة الثورية الهادي إدريس يحي، الذي أكد التزامها بالتوصل إلى اتفاق سلام شامل، مشيرا إلى أن التغيير الذي شهده في السودان وساهمت فيه الحركات المسلحة أفرز واقعا جديدا يمكن من خلاله فتح صفحة جديدة تتجاوز إخفاقات الماضي

وكان بين المتحدثين أيضا، رئيس الحركة الشعبية شمال عبد العزيز الحلو الذي أعلن هو الآخر استعداد حركته للتوصل إلى اتفاق سلام يتطرق لجذور المشكلة

وكانت الوثيقة الدستورية التي وقعها المجلس الانتقالي مع قوى الحرية والتغيير التي قادت الاحتجاجات الشعبية، قد نصت على تخصيص الأشهر الستة الأولى من الفترة الانتقالية لتحقيق السلام في البلاد

وتشارك الحركات المسلحة في المحادثات بوفدين، الأول يمثل تحالف الجبهة الثورية وحركة العدل والمساواة، بينما اختارت حركة تحرير السودان بزعامة عبد الواحد محمد نور المقيم في فرنسا، عدم المشاركة لرفضها الجلوس مع المجلس الانتقالي الذي تعتبره امتدادا لنظام البشير، رغم ترحيب محمد نور الشهر الماضي بمبدأ الحوار أثناء لقائه مع حمدوك في باريس

ومن المتوقع أن تستمر هذه المفاوضات 30 يوما وفيما ينظر كثيرون بتفاؤل كبير لإمكان التوصل إلى اتفاق سلام، إلا أن ذلك لا يلغي وجود عقبات قد تفشل تلك الجهود، وأبرزها اختلاف وجهات النظر بين الحركات المسلحة حول المطالب والترتيبات الأمنية اللاحقة حول استيعاب المسلحين، بالإضافة إلى المخاوف من وجود أطراف إقليمية لا ترغب في تحقيق السلام في السودان

Related posts

Leave a Comment